يشكل التوجيه مرحلة حاسمة في تقرير مستقبل التلميذ، إذ باختياره الشعبة التي سيدرسها في سنتي الباكالوريا يختار بطريقة غير مباشرة مجال وظيفته المستقبلية. و للأسف هذه المرحلة لا تعطى لها أهمية جوهرية في المغرب، لا من ناحية التلاميذ ولا من ناحية الموجهين، حيث أغلبية الموجهين يمرون مرور الكرام لساعة أو أقل للأقسام للتكلم مع التلاميذ وتقديم مختلف الاختيارات والشعب. غير أن التوجيه يستوجب الاستماع والتحدث مع كل تلميذ بمفرده، لأن كل تلميذ مختلف من حيث ميولاته وقدراته. أما من ناحية التلاميذ فالأمر يحتاج استثمار وقت للبحث والتفكير من أجل فهم الشخص لميولاته والتوجه الذي يناسبه. في هذا المقال، سنحاول تقديم بعض النصائح من أجل اختيار التوجيه والطريق الذي يتناسب مع ميولاتك وقدراتك.
البحث الأولي يشكل خطوة مهمة حيث ستتمكن من معرفة كل ما يتعلق بالشعب من حيث المواد المدرسة، وإذا ما كانت تلائمك، وكذلك ستشكل فكرة عن المدارس التي يمكن ولوجها عن طريق هذه الشعب. انطلاقا من ذلك ستحصل في النهاية على لائحة المدارس التي تشكل هدفا لك والتي تتناسب مع ميولاتك وتطلعاتك المستقبلية.
تجربة التلاميذ السابقين في الشعب أو التخصصات ستساعدك لتكوين نظرة شاملة وعقلانية لما ينتظرك إذا اخترت مدرسة ما، أو تخصصا ما، وخصوصا هل تتناسب هذه المدرسة وهذا التخصص مع ميولاتك وقدراتك، فلا تخجل من التواصل مع التلاميذ السابقين.
التطلع على قصص نجاح تلاميذ سابقين، الذين اختاروا تخصص ما، سيمكنك من معرفة "النتيجة النهائية" لتخصص ما، وسيعطيك دفعة من التشجيع لتحقيق ما حققه هؤلاء التلاميذ، كما سيمكنك من معرفة هل حقا تريد أن تحقق إنجاز في هذا المسلك أو ذاك.
شكرا للأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت الولوج للمعلومة! خاصة في السنوات الأخيرة التي عرفت حضور عدد من مختصي التوجيه على منصات التواصل الاجتماعي، متيحين بذلك محتوى مرئي او مكتوب لمساعدة التلاميذ على القيام بالاختيار الصائب. فحاول أن تستفيد مما يقدمونه والتواصل معهم إذا استدعى الأمر ذلك.
مقارنة نفسك مع الاخرين لن تجدي بالنفع بل يمكن أن تضرك أكثر مما ستنفعك، فكل انسان مختلف عن الاخر، وكل شخص يتميز بقدرات وميولات مختلفة تميزه، فحاول اختيار الطريق الذي يناسبك.
كما أشرنا في المقدمة، التوجيه قرار حاسم في مسيرتك الدراسية والمهنية، فلا تأخذ هذا القرار بطريقة عشوائية لأن هذا القرار سيحدد مسار حياتك.